«كنوز» من الماضي والحاضر على رفوف مكتبات الشارقة العامة

Date: - Sep 26, 2022

تحفل مكتبات الشارقة العامة، في فروعها المختلفة، بمجموعات ضخمة من العناوين والإصدارات القديمة والجديدة، علاوة على مقتنيات نادرة من بينها مخطوطات ثمينة، وجميعها متاحة لرواد المكتبات وعشاق القراءة من كل الأعمار.
 
وكشفت مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة إيمان بوشليبي لـ«الإمارات اليوم»، عن أن المكتبات تضم مجموعات ضخمة من الكتب والمصادر والمراجع؛ بينها ستة ملايين و120 ألف مصدر إلكتروني، تنقسم إلى كتب إلكترونية، وصوتية، وصحف ومجلات ومقالات، ومحتوى فيديوهات، وملخصات كتب، ومواد أرشيفية، وكتب نادرة ومخطوطات، ورسائل جامعية، وخرائط، وصور.
 
وقالت إن مكتبات الشارقة العامة تلبي حاجة الجمهور إلى خدماتها النوعية من خلال ستة فروع؛ تتوزع ما بين الشارقة وخورفكان وكلباء ودبا الحصن ووادي الحلو والذيد، ويبلغ إجمالي مقتنياتها ما يقرب من 730 ألف مادة أو وعاء معرفي، تغطي 32 لغة عالمية؛ في مقدمتها العربية والإنجليزية، وتشمل مختلف الفنون والآداب والتخصصات العلمية في كل الميادين التي تهم الباحثين والقراء على اختلاف شرائحهم واهتماماتهم.
 
وأضافت: «أما من لديه اهتمام بالمخطوطات والكتب النادرة، فإن قسم الكتب النادرة يضعه أمام كنوز من هذه المقتنيات، من بينها نسخة من المصحف الشريف لسيدنا عثمان بن عفان، مصورة عن النسخة المحفوظة في متحف طوب قابي سراي».
وتابعت: «تضم المخطوطات النادرة نسخة من مخطوطة كتاب الترياق المحفوظة في مكتبة فرنسا الوطنية، ومخطوطة كتاب كشف النقاب عن مخدرات ملحة الإعراب، ومخطوط شرح المنتخب الحسامي، ونسخة مخطوطة من مقامات الحريري، وغيرها».
 
ونوهت بأنه حرصاً منها على أن تكون للمكفوفين مساحتهم الخاصة التي تتيح لهم تعزيز معارفهم، تقدم مكتبات الشارقة العامة في قاعة الآمدي مجموعة من الخدمات الذكية المخصصة لذوي الإعاقة البصرية، تتيح لهم من خلالها الوصول إلى الفضاء الرقمي والاستفادة من عدد من الأجهزة المتوافرة في فروعها.
 
وذكرت إيمان بوشليبي أن من أبرز الأجهزة المساعدة لذوي الإعاقة البصرية تلك المزوّدة بشاشات كبيرة تساعدهم على تصفّح الكتب والاطلاع عليها صوتياً، حيث يقرأ الجهاز النص بصوت يسهل فهمه، بالاستناد إلى خاصية اكتشاف الحركة التلقائية، والجهاز مُصمّم للقراءة بعدّة لغات.
 
ولفتت إلى أن مكتبات الشارقة العامة تضم أجهزة أخرى، مثل آلة قراءة النصوص وجهاز محمول يجمع بين الأداء التكنولوجي والتقنيات اللمسية، مخصص لمن يعانون من ضعف في البصر أو المكفوفين أو الصم البكم الراغبين بالبقاء على اتصال بالإنترنت.
 
وتابعت: «كما تعنى مكتبات الشارقة العامة بكتب الأطفال والقاعات المخصصة لهم عناية فائقة، تشمل توفير بيئات الواقع الافتراضي التي تسمح للأطفال بالتفاعل مع المحتوى باستخدام تقنيات طبيعية، وتمكن الطفل من تجربة تطبيقات حاسوبية ثلاثية الأبعاد تتناول موضوعات علمية مبسطة، كما توفر المكتبات قواعد بيانات خاصة بالأطفال تتضمن محتوى مسموعاً أو إلكترونياً، ولمساعدة الطفل على الوصول الحر للمعلومات، تتوافر خاصية البحث المصور، والتي تساعد الطفل على الحصول على بيانات الكتب في فهرس المكتبات الإلكتروني».
 
وفيما يخص القاعات المخصصة لليافعين، أشارت إلى أنه إلى جانب ما توفره من كتب على رفوفها، تقدم لهم أيضاً خدمة التدرب على احتراف التصوير الفوتوغرافي، باستخدام أحدث الأجهزة التي تمكنهم من التصميم والإبداع، إضافة إلى غرفة مخصصة لخدمة التسجيل الصوتي للتدرب على تسجيل مقاطع البودكاست، وأخيراً يمكن لهم الاستفادة من الطابعة ثلاثية الأبعاد لتطوير مفاهيم القدرة على الإنتاج، وتنفيذ طباعة الأشكال والمجسمات التي يبدعون في تصميمها.
 
واستطردت مديرة مكتبات الشارقة العامة: «إلى جانب خدماتها المعتادة لروادها، تتبني المكتبات العديد من الفعاليات والبرامج النوعية، مثل الورش الثقافية، والتربوية، والرياضية، والمبادرات المجتمعية التي تستهدف من خلالها الجمهور بمختلف الفئات العمرية، والتي جعلت منها منصة للتعلم والتثقيف ونشر الوعي وتطوير المهارات واللقاء بالمختصين والخبراء في مجالات عدة».
 
وأوضحت أن البرامج والفعاليات التي تقدمها المكتبات تتنوع ما بين الواقعية والافتراضية، ومنها أندية القراءة، ومخيم القراءة الصيفي، بالإضافة إلى الورش القرائية المتخصصة بشكل أسبوعي في قاعة الطفل، ومعرض التخصصات الجامعي، وملتقى الدليل المهني.
 
مشاركات ومبادرات هادفة
 
تحرص مكتبات الشارقة العامة على أن تكون حاضرة في المحافل والمهرجانات الثقافية بالإمارة، مثل مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، بالإضافة إلى المشاركة في تنفيذ ورش عمل نوعية في تخصصات مهنية عدة بالتعاون مع مؤسسات وجهات حكومية.
 
ونظمت مكتبات الشارقة العديد من الندوات الثقافية والمبادرات الهادفة إلى تحقيق توجهاتها الاستراتيجية، وأبرزها إتاحة منصتها المعرفية، لتصبح المكتبات مكاناً مشتركاً يلبي احتياجات الجمهور.